مسجد السلام في مدينة فيسبادن هو منبر و مركز إسلامي بنشاطات اسلامية تعليميّة كما كان عليه الحال في مساجد الرسول في المدينة المنورة، فإن النشاط في مسجد السلام و الجمعية الاسلامية في فيزبادن عموماً لا يقتصرعلى إقامة الصلاة و جمع الزكاة فقط، بل إننا نحمل مسؤولية أجيال و تثقيف ديني إيماني متكامل لجميع الأجيال و الأعمار بمختلف جنسيّاتهم و أعمارهم و ما تم إنشاء مدرسة تعليم اللغة العربيّة للأطفال و اليافعين إلا من هذا المنطلق.
إن المدرسة العربية في جامع السلام بطاقة استيعاب لا تتعدّى 200 شخص بقاعات تدريس ومكاتب إدارية مجهزة و مخصّصة لتعليم قواعد و أركان و مناسك الدين الاسلامي عموماً و لتعليم الغة العربيّة و لتعاليم الدين الإسلامي بشكلها الصحيح ثانياً، فلا يمكن تعليم العربية من دون تعلّم القرآن الكريم, و لا يمكن تعلّم القرآن من دون التمكّن اللغوي نسبيّاً.
إن المساجد الاسلاميّة في ألمانيا عموماً ما هي إلا مراكز للحياة الإسلامية و للتمسك بها و العمل على ترسيخها و تثبيتها و بالأخص لدى شباب الأمة مستقبلاً, فهي تعمل على زرع قيم الإسلام في نفوس الشباب و اليافعين الساعين إلى التشبع الثقافي الإسلامي و لمعرفة الأخلاق الدينية الصحيحة كي يعيشوا كمسلمين مع انفسهم و الغير. و مسجد السلام في فيسبادن معروفاً بخدمته الخالصة بإذن الله لدين الله الحنيف و للمسلمين عموماً، إذ أن أعداد المسلمين في ألمانيا تتزايد بشكل مستمر نتيجة الهجرة واللجوء و هذا الأمر ينتج عن تضخّم في المسؤوليّات و الواجبات تجاه المسلمين في مدينتنا هذه.
و ما لا يمكن غض الطرف عنه: التنوع الإثني و الثقافي و المذهبي الكبير الموجود في ألمانيا عموماً و فيسبادن خصوصاً, إنّ هذا في الواقع نتيجة لمجموعة كبيرة من العوامل نحنا بغنىً عن ذكرها. و لكن, و لحماية الجيل المسلم الجديد و تثبيت الثقافة الاسلاميّة الصحيحة لديه, نرى أنه من واجبنا كجمعية إسلاميّة و من واجب كل أب و أم السعي وراء تثقيف أطفالهم و ترسيخ اساسيات الإسلام و المذهب و لا يمكن هذا الأمر دون البدء باللغة العربيّة, لغة القرآن الكريم التي أكرمنا الله بها فطرةً.